السبت، 14 مايو 2011

ياسر أيوب يكتب: مصر ليست للبيع - اخبار مصر اخبار وحوداث


ليس صحيحا أننا سنبقى فى مصر ننظر فقط أسفل أقدامنا.. لا تسكننا إلا المخاوف والمواجع التى بدأت تشهدها وتشكو منها أيامنا.. لا يشغلنا فى كرة القدم - التى هى غالبا تجسيد لما هو فى بلادنا من فوضى للحقوق وصراع على المصالح واستعراض للقوى واتجار بمشاعر الناس - إلا صراع الأهلى والزمالك على الدورى ونقطة هنا أو ضربة جزاء هناك.. ولكننا بدأنا نتعلم ونقرأ ونعرف ونفهم ونمتلك الوعى الكافى الذى يجعلنا نفتش عن كل حقوقنا..
لن يضحك علينا ولن يخدعنا أو يبيعنا أحد مرة أخرى.. وبدلا من أن ينشغل التليفزيون الرسمى فى بلادنا بقضاياه القديمة والساذجة وصراعاته الداخلية.. عليه أن يكون معنا أو نكون كلنا معه ونتابع سويا تلك القضية التى تخوضها حاليا هيئة الـ«بى. بى. سى» البريطانية فى المحاكم الأوروبية ضد الفيفا والاتحاد الأوروبى لكرة القدم.. الـ«بى. بى. سى» نالت فى فبراير الماضى حكما ابتدائيا من المحكمة الأوروبية العامة ينص على حق الإنجليز جميعهم فى المشاهدة المجانية ودون أى حدود لمباريات منتخب بلادهم سواء فى نهائيات كأس العالم أو كأس الأمم الأوروبية.. المحكمة الأوروبية قالت إن فرجة الناس على مباريات منتخب بلادهم فى هذه البطولات الكبرى تعد من الحقوق الإنسانية والوطنية التى لا يجوز بيعها للناس أو تقديمها لهم بأى مقابل أو شروط، ولا يمكن أن تحتكرها أى شركة أو شاشة..
 وفى دراسته التى نشرها أمس الأول بيل ويلسون الصحفى المهتم بقضايا وحقوق البث التليفزيونى.. قال ويلسون إن الفيفا والاتحاد الأوروبى قررا هذا الأسبوع استئناف ذلك الحكم الابتدائى أمام المحكمة الأوروبية العليا التى ستعقد جلسات استماع لكل الأطراف ولن ينتهى ذلك قبل سنة على الأقل.. وخلص ويلسون فى دراسته القانونية إلى أن هذا يعنى حق الـ«بى. بى. سى» فى العرض المجانى لمباريات منتخبات إنجلترا وأسكتلندا وويلز وأيرلندا فى نهائيات كأس الأمم الأوروبية العام المقبل ونهائيات كأس العالم بعد ثلاث سنوات فى البرازيل..
ومن ناحية أخرى بدأ نظر القضية التى أقامها الفيفا ضد بلجيكا التى أصرت وعرضت كل مباريات نهائيات كأس العالم الماضية بالمجان للبلجيك.. وكل من يتابع الصحافة الإنجليزية طيلة الأسبوع الماضى وشهادات خبراء القانون والإعلام والكرة سيدرك أنها قضية سيكسبها الناس ويخسرها الفيفا والاتحاد الأوروبى.. وما يعنينا هنا أنه أصبح الآن باستطاعتنا الاستناد إلى هذا الحكم القضائى الأوروبى وإقامة دعوى جديدة تمنح التليفزيون المصرى حق النقل المجانى لأى مباراة للمنتخب المصرى سواء فى مشوار كأس أمم أفريقية أو كأس عالم دون أن يساوم المصريين أى أحد أو يطالبهم بالمال مقابل ذلك.. فالمحكمة الأوروبية قالت إن الإنجليز يمكن أن يدفعوا المال لمشاهدة لاعب مثل ميسى..
 لكنهم ليسوا مضطرين لدفع أى مال على الإطلاق ليشاهدوا منتخب بلادهم الذى لا يملكه غيرهم.. والمسألة ليست مقصورة على ذلك فقط.. وإنما بدأت الدنيا كلها تتغير من حولنا.. أحكام قضائية جديدة واتفاقات قديمة تتغير وحقوق تعود لأصحابها.. ولم يعد مسموحا ببيع الدورى فى أى بلد أوروبى حصريا لقناة أو شاشة واحدة وإنما يجرى توزيعه على باقات لا يستأثر بها أحد.. حتى الأندية الإنجليزية الكبرى بدأت تفكر فى مراجعة اتفاقياتها القديمة ليبدأ كل ناد منها فى بيع حقوق مبارياته منفردا خارج أوروبا.. أى أن الأهلى أو الزمالك من حقهما بيع حقوق مبارياتهما فى الدورى مع الآخرين محليا ولكن يمكن لأى منهما أن يبيع مبارياته منفردا خارج مصر.. كما اجتمعت الأندية الإيطالية الأسبوع الماضى وقررت معاودة النظر فى قواعد توزيع حقوق البث التليفزيونى على أسس الشعبية والمكانة.. باختصار لم تعد الدنيا هى الدنيا..
ونحن فى مصر لن نقبل ولن نرضى ألا تتغير دنيانا وأن يحكمنا ويدير شؤوننا إما جهلاء لا يعلمون بما يجرى حولنا أو يعلمون ولكنهم يبيعوننا نحن والوطن من أجل مكاسب ومصالح خاصة.. باختصار أكثر وضوحا.. انتهى زمن الجزيرة والمال الذى يشترى كل شىء حتى الرجال والأوطان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ضع تعليقك

اهلا بكم فى شات بنات مصر

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More